مع بداية العطلة الصيفية وكالعادة في مثل هذه الفترة يبدأ الأطفال بالإلحاح على أهاليهم للخروج في رحلات للتمتع بالعطلة، فكيف يختار الأهل الأنسب من المخيمات لابنائهم؟
مع بداية العطلة الصيفية وكالعادة في مثل هذه الفترة يبدأ الأطفال بالإلحاح على أهاليهم للخروج في رحلات للتمتع بالعطلة والانضمام للمخيمات الصيفية التي توفر مجالا لزيارة أماكن ترفيهية ومتنزهات كثيرة، وخاصة أن أحداث الصيف الفائت أدت إلى إلغاء المخيمات الصيفية وقلصت مجال الخروج والتمتع بالأجواء الصيفية.
ويكون هذا المطلب أكثر إلحاحا عند الأطفال الأصغر سنا بطبيعة الحال، فالكبار يبدون رغبة بتنظيم واختيار برنامجهم الخاص إثباتا على أنهم أصبحوا على دراية وقدرة كافية في تنظيم أمورهم.
ولعل طلبات الأطفال في هذا الشأن تدل على حاجتهم لملئ وقت الفراغ بالنشاطات غير المنهجية تخرجهم من دائرة النظام المدرسي المنهجي الذي اعتادوا عليه.
(على الأهل تقع مسؤولية ضمان اختيار الأفضل والأنسب لأولادهم من الناحية التربوية وأيضا من ناحية وسائل الراحة، الصحة، الأمان والسلامة).
من جهة أخرى فان هذه النشاطات وبالأخص المخيمات الصيفية والموضوع الذي نسلط الضوء عليه في هذا التقرير، تكون العنوان الرئيسي لغالبية الأهالي كونها تجمع جانب الترفيه والتسلية للأطفال وعلى جوانب تربوية وتثقيفية عديدة إضافة إلى كونها الخيار الأقل كلفة من الناحية المادية مقارنة بالخيارات الأخرى المطروحة أمامهم.
تجتمع المخيمات الصيفية في كونها أطرا تهتم بالأطفال ورعايتهم وما تقدمه لهم من الناحية التربوية والاجتماعية وتوفير جو من المرح والسعادة للأطفال، اكتشاف وتنمية المواهب، تعميق الثقة بالنفس والمبادرة الشخصية، تطوير مهاراتهم الرياضية والذهنية إضافة إلى زيادة تفاعلهم الاجتماعي وبناء علاقات جديدة. وفي السنوات الأخيرة أصبحت هناك عدة اطر ومراكز تربوية وجماهيرية تعمل في هذا المجال تبني،باختلاف عن برنامج المخيمات التقليدية، برامج خاصة ضمن فعاليات المخيمات الصيفية أو تركز نشاطات المخيم كلها لموضوع واحد مثل تنمية وتطوير الحس الفني والإبداعي لدى الأطفال، إثراء في مجال الحاسوب والتعرف على البلاد وتضمن لتحقيق هذا الهدف كوادر مهنية مختصة، الأمر الذي بزيد من التنوع والإمكانيات المطروحة أمام الأهالي للاختيار.
من جهة الأهل وهم على دراية بأهمية هذه الأطر والنشاطات غير المنهجية بشكل عام والمخيمات الصيفية بشكل خاص، تقع عليهم مسؤولية ضمان واختيار الأفضل والأنسب لأولادهم من الناحية التربوية وأيضا من ناحية وسائل الراحة ،الصحة، الأمان والسلامة وما يتناسب مع وضعية الطفل إذا كانت هناك وضعية خاصة.
إرشادات للأهل في اختيار مخيم صيفي لأطفالهم
فيما يلي إرشادات أصدرتها وزارة المعارف (الجهة المسؤولة عن ترخيص إقامة المخيمات) إضافة إلى إرشادات أخرى وجدناها مهمة لاختيار المخيم الصيفي لأطفالكم:
-رخصة مخيم: التأكد من أن المخيم يعمل بموجب ترخيص من وزارة المعارف.
- مكان المخيم: ننصح بزيارة أرض المخيم والتأكد من أن المكان آمن وخال من أية مخاطر بيئية تحيط به، وبأنّ أرض المخيم مظلله وتتوفر فيها متطلبات الحماية والأمان للأطفال.
- توفر الماء :التأكد من وجود ماء كاف ومكان ملائم لقضاء حاجة الأطفال.
- المرشدون: التعرف إلى المرشدين ومن كونهم مؤهلين في هذا المجال من ناحية الخبرة والمسؤولية ووجودهم بعدد يتناسب مع عدد الأطفال في كل مجموعة.
- سفريات منظمة: معرفة مكان صعود الأطفال إلى الحافلات ووجود مرشد يشرف على عبور الشارع عند الذهاب إلى المخيم وعند العودة منه.
- برك السباحة: إذا كانت هناك فعاليات في بركة سباحة فيجب التأكد من وجود ترخيص عمل للبركة الأمر الذي يضمن وجود منقذين وعمل بموجب تعليمات الأمان والصحة.
- إسعاف أولي: أن يتواجد شخص مؤهل لتقديم الإسعاف الأولي عند الحاجة وبشكل يتناسب مع عدد الأطفال (مقدم إسعاف أولي واحد لمخيمات حتى 100 طفل – في المخيمات التي يراوح عددها 400 طفل ضرورة وجود طبيب وأربعة أشخاص لتقديم - إسعاف أولي وسيارة في أرض المخيم.
- ساعات الدوام: وقت البداية ووقت العودة.
- أرقام هواتف: الحصول على أرقام هواتف المسؤولين والمركِّزين في المخيم.
- الوقاية والشرب: إرسال الأطفال إلى المخيم ومعهم مطرة لحفظ الماء، قبعة وحذاء مناسب وملابس مريحة وملائمة لنوع النشاطات.
- التغذية: الاستفسار إذا كانت الوجبة التي يحصل عليها الطفل تحتوي على مركبات الغذاء الأساسية وكافية من ناحية الكمية وإذا ما كان هنالك حاجة لتوفير المزيد من الطعام، فالأطفال يقومون بمجهود كبير يتطلب طاقة كبيرة.
وفي حديث مع الدكتورة عبلة دراوشة-أبو علوان أخصائية في طب الأطفال ومديرة عيادة الناصرة "ج" التابعة لخدمات الصحة الشاملة – كلاليت وضحت لنا أهم الأمور المتعلقة بالجانب الصحي وأهم النصائح للحفاظ على صحة الأطفال الذين يرتادون المخيمات الصيفيّة.
وتقول الدكتورة عبلة:كما هو معروف فان بلادنا غنية بأشعة الشمس، وما من شك بأن الشمس قد تكون مصدر ضرر وأمراض ولذلك يتوجب على الأهل توعية الأطفال وتوجيههم للتصرف الحكيم وإتباع قواعد سليمة من أجل المحافظة على الصحة وهذه القواعد هي:
- التواجد في الظل لتقليل التعرض المباشر لأشعة الشمس فوق البنفسجية الخطرة. يجب البحث عن المكان المظلل في الملاعب وعلى شاطئ البحر والجلوس تحت المظلات والأشجار والعرايش. وينصح بعدم تعريض الأطفال للشمس بين الساعة 9:0016:00-، الأوقات التي تضرب فيها الشمس بأشد حرارتها، ولذلك يفضل برمجة فعاليات المخيم ودروس الرياضة واللعب في الساحة بشكل يتفادى هذه الساعات بقدر المستطاع.
- استعمال القبعات ومن المفضل اختيار قبعة واسعة الأطراف لحماية البشرة والعينين ومزودة بقماش يحمي مؤخرة الرقبة.
- استعمال النظارات الشمسية المناسبة التي تصفي الأشعة فوق البنفسجية من أجل المحافظة على العيون.
- ارتداء ملابس ملائمة أثناء التواجد في الشمس بحيث تغطي الكتفين والرجلين حتى الركبتين، وأثناء الدخول إلى مياه الاستحمام من الضروري استعمال قميص قطني مع لباس السباحة.
- استعمال المستحضرات التي تحوي مواد وقائية تمتص جزءا من أشعة الشمس. وينصح باستعمال مستحضر مع "معامل وقاية 15" على الأقل للأولاد والبالغين من ذوي الجلد الفاتح اللون والحساس لأشعة الشمس. ويجب الانتباه إلى أن الجلد الرطب يمتص أشعة الشمس بدرجة عالية ولذلك فعلى السباحين الذين يمضون وقتا طويلا في المياه، دهن الجسم بمستحضر مع معامل وقاية عال ومقاوم للماء.
- الإكثار من شرب السوائل ويفضل دائما شرب الماء لتعويض الجسم عن السوائل التي يفقدها.
- توجيه الأطفال بالامتناع عن الاقتراب من الأماكن المهجورة والتجول بين الصخور ورفع الأحجار تفاديا للزواحف ولدغات الأفاعي والعقارب السامة، وأيضا عدم اللحاق بها في محاولة لقتلها حال التعرض لها .
إن خروج الأطفال وأبناء الشبيبة من البيت يتطلب من الأهل زيادة اليقظة وتقديم التوجيهات والتوعية لأبنائهم على ضرورة الابتعاد عن المغريات الخطرة والتأكد من استيعابهم لقواعد الأمان والاحتراس التي تساعدهم على تفادي الإصابة والتعرض للخطر فهم أكثر دراية باتجاهات أولادهم الفكرية وتصرفاتهم وتوجيه أبنائهم إلى ضرورة الاستماع للمرشدين والمنقذين والتقيد بقواعد السلامة عند التواجد في برك السباحة وشواطئ البحر.
وأخيرا، نتمنى لكم جميعا صيفا ممتعا، أمنا وصحيا...